لماذا اختارت اليمن في كوب28 زراعة مليون شجرة سِدر؟

أصوات خضراء- محمد عبده سعيد

أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي (معترف به دولياً) في كلمة اليمن التي ألقاها في مؤتمر المناخ (كوب 28) في الامارات العربيه المتحده والذي دشن أعماله في مدينة دبي الاماراتية مطلع شهر ديسمبر 2023م والمخصص لمناقشة تداعيات التغيرات المناخية وسبل مواجهتها ، عن تخطيط الحكومة المعترف بها دوليا إطلاق مشروع زراعة مليون شجرة سدر في اليمن ضمن مبادرة الشرق الأوسط الاخضر التي تتبناها المملكة السعودية.

 

خلفية

 

تعد شجرة السدر من الأشجار دائمة الخضرة وتنمو باشكال مختلفه وتعتبر اليمن إلى جانب دول حوض المتوسط والمغرب العربي الموطن الأصلي لها وتمتاز تلك الشجرة بالثبات والصمود (هي شجرة متأصلة بالأرض) وتنمو في الصحاري والجبال والسواحل والوديان.

 

ترتبط أشجار السدر ارتباطاً وثيقاً بالحياة اليومية للمواطن اليمني نظراً لأهميتها العالية وبحسب ما قاله المهندس وائل المعمري فإن “شجرة السدر قديماً كانت قيمة الشجرة في اليمن أكثر من قيمة الأرض المزروعة فيها لما لها من فوائد عظيمة ، حيث أن أزهارها غذاء للنحل ، والعسل الناتج منها من أجود أنواع العسل ، وأوراقها غذاء للحيوانات ، وثمرتها غذاء للبشر كما أن سيقانها تستخدم كأخشاب مثالية لأسقف المباني والبيوت الشعبيه ، حيث أنها مقاومة لحشرة الأرضة ولغيرها من الحشرات ولسنين طويلة ناهيك عن الاستخدامات الأخرى المتعددة لهذه الشجرة بأجزائها المختلفة ، ولم يأت ذكر شجرة السدر في القرآن الكريم إلا لعظيم فوائدها المتعددة واضاف ، رغم هذا نجهلها ولا نقوم باستنباتها ومكاثرتها وللأسف الشديد”.
أشجار السدر مراعي مثالية للنحل
أشجار السدر مراعي مثالية للنحل

 

تتميز أشجار السدر بقدرتها على تحمل الجفاف والتكيف مع العوامل البيئية التي تقلل المياه ، وتنمو أشجارها في مختلف البيئات الطبيعية وفي مختلف الأوضاع البيئية ، وبسحب تقارير فقد أدخلت العديد من الدول هذه الشجرة وقامت بزراعتها بسبب تفوقها على الأشجار المحلية .

 

بحسب المهندس ربيع الاحمدي فإن آعلان الحكومة المعترف بها دوليا زراعة مليون شجرة سدر في البلاد واختيارها لهذه الشجرة “لأنها بالأساس تقاوم التغيرات المناخية والجفاف والملوحة وتتحمل الصقيع والحرارة ، كما تستخدم في تثبيت الرمال ومكافحة التصحر واستصلاح الأراضي الزراعية ، كما انها تستخدم مصدات للرياح” .

 

يضيف المهندس الزراعي ” لشجرة السدر جذور قوية وطويلة تتغلغل في التربة ، وتستخدم جذورها في تحسين التربة الهشة وغير الصالحة للزراعة وتعمل على تقويتها وتحسينها وتنتج أشواكها الفوسفور الذي يستخدم في تحسين جودة التربة ، بالإضافة إلى أنها وبسبب تغلغل جذورها في الأرض وبالذات في مجاري السيول فإنها تعمل على حماية التربة الزراعية من الانجراف بفعل السيول وتحمي الأراضي الزراعية منها” .

 

بسحب ما قاله المهندس ربيع الأحمدي فإن اختيار الحكومة اليمنية أشجار السدر لزراعتها ضمن اجراءات مواجهة آثار التغيرات المناخية في البلاد هي قدرتها على تحمل مختلف الظروف البيئية بالإضافة إلى متانتها وقوتها وقدرتها على التكييف مع التغييرات المناخية ، إضافة إلى أن أزهارها تستخدم كغذاء للنحل ويتنج النحل أفضل أنواع العسل في البلاد من هذه الشجرة وله قيمة غذائية عالية إضافة إلى أن أسعاره مرتفعة جداً.

 

طبياً وبحسب الدكتور أصيل قاسم فإن أشجار السدر “تستخدم في علاج الجروح السطحية بعد غليها بالماء بالاضافة الى أنها تقوم بقتل الديدان في الأمعاء كما تستخدم أوراقها في تخفيف التهابات العين وجبر الكسور وتنقية بشرة الجلد وطرد البلغم وتنظيف الشعر وجلعه أكثر نعومة” .

 

مكانة السدر في الإسلام

 

بحسب الشيخ عصام سفيان (خطيب جامع ) فإن للسدر مكانة كبيرة في الاسلام فقد ورد ذكرها اربع مرات في القرآن الكريم كما أن الله كرمها بأن جعل سدرة المنتهى أعلى مراتب الجنة ، بالإضافة إلى ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من قطع سدرة صوب الله راسه في النار “.

 

ومنذ القدم يزرع المواطن اليمني اشجار السدر ويستخدمها بمختلف حياته اليومية مثل استخدمها للظل واستخدمها كخشب من خلالها يقومون بتسطيح منازلهم ، إضافة إلى أنه يستخدمها كحطب لانضاج الطعام وتستخدم أوراقها في تغذية الأغنام والماعز.
اقرأ أيضاً